الخميس، 7 نوفمبر 2013

يحلل نفسية مرسي في أزمة الجاكت تمسك بغلق أزرارها ليستكمل مظهره الرئاسي

 يحلل نفسية مرسي في أزمة الجاكت تمسك بغلق أزرارها ليستكمل مظهره الرئاسيقال الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي، إن الرئيس المعزول مرسي تمسك باستكمال مظهره كرئيس للجمهورية وذلك عن طريق حرصه على غلق أزرار الجاكت الذي يرتديه ظنا منه أن ذلك يعطيه شرعيته المسلوبة.

وأكد أنه منذ ما يقرب من عام ونصف العام، (30/6/2012م)، كان الرئيس محمد مرسى يقف على المنصة فى ميدان التحرير وهو يفتح «جاكتته»، ليعلن للجميع أنه لا يلبس قميصا واقيا للرصاص، لأنه لا يخاف الموت، ولأنه يقف بين محبيه، وقد اختلف الوضع يوم 4 نوفمبر 2013م، حين كان الدكتور مرسى ينزل من المينى باص الأبيض أمام قاعة المحاكمة فى أكاديمية الشرطة، فيصر على ألا يتحرك قبل أن يُحكِم إغلاق أزرار «الجاكتة»، ليستكمل المظهر الرئاسى، حتى لو استغرق ذلك منه بعض الوقت، وظهر عليه وعلى الواقفين بعض الارتباك، لكنه بعد ذلك استطاع أن يمشى مطمئنا مشية تعكس بروتوكول الرئاسة (الصدر المفرود والذراعان المشدودتان والخطوة الواثقة المنتظمة)، وهو ينظر إلى من وقفوا فى انتظاره من رجال الأمن وكأنه يتوقع منهم أن يحيوه.

وقال إن مرسي فوجئ باستقبال فاتر مترقب، فظهرت على وجهه علامات استياء للحظات حاول بعدها أن يخفيها بابتسامة «إخوانية» دخل بها القاعة، ليخفى ما بداخله من قلق أو صراع، وفى القاعة تعلو هتافات الأحباب المحتجزين فى القفص بستراتهم البيضاء التى رفض الدكتور مرسى أن يرتديها.

وتابع: أشار بذراعه المفرودة وكفه المنبسطة إلى الحضور، فى تحية رئاسية لم تختلف عما اعتاده وهو يحيى الجماهير إلا فى أنه استخدم إشارة «رابعة» فى كفه هذه المرة، على الرغم من كون هذه الإشارة خارجة عن بروتوكولات التحية الرئاسية، وهنا ظهر الصراع بين مظلومية ومحنية وكربلائية إشارة «رابعة» وبين فخامة واستعلائية الذات الرئاسية فى داخله. وقد تأكد هذا الصراع حين وصل إلى صدارة القفص، ولم يجد كرسيا يجلس عليه، فظل واقفا، رافع الرأس، مكسور الخاطر، إذ كان منذ وقت قريب يجلس على كرسى المنصة والصدارة، ويأخذ نفسا عميقا يملأ صدره، ثم ينظر ليرى الجميع يتطلعون إليه، فيوزع عليهم ابتساماته، ثم يتحدث وهم ينصتون.

واضاف: هذه المرة اختلف الوضع كثيرا، فهيئة المحكمة تناديه كمتهم، وتطالبه بخلع «الجاكتة» ولبس السترة البيضاء مثل أى محبوس احتياطى طبقا لقواعد القانون، وهنا يتشبث الدكتور مرسى بالجاكتة وبالشرعية معا، ويحدث الصراع بينه وبين هيئة المحكمة، ولذلك كان لابد أن يخلع عن هيئة المحكمة شرعيتها، قبل أن تخلع هى عنه الجاكتة، فأعلن بطلان كل ما حدث ويحدث، وطالب الجميع بالاعتراف والقبول بأنه رئيس الجمهورية، ولابد أن يخرج ليمارس مهامه الرئاسية الشرعية، وهنا استوجب الأمر تكرار كلمة الشرعية مرات عديدة (كما حدث فى خطاب سابق قبل العزل)، وذلك للتثبيت والتثبت الذاتى، ولإقناع من لا يقتنعون من السامعين.

وقال إن الأمر أصبح صراع إرادات، فإرادة المحكمة تستوجب أن يخلع محمد مرسى الجاكتة، وإرادته هو تستوجب أن يظل مرتديا الجاكتة، (رداء السلطة)، خاصة أنه قد أغلق أزرارها لمزيد من الإحكام والاطمئنان والتشبث، وربما رأت هيئة المحكمة أن تؤجل حسم هذا الصراع إلى حين، خاصة أن هذه أول جلسة وهى جلسة إجراءات، وهنا شعر الدكتور مرسى بالزهو والانتصار، فها هو يقف بزيه الرئاسى الكامل يهاجم المحكمة، ويطعن فى مشروعيتها وشرعيتها، ويؤكد لذاته ولأنصاره ولكل وسائل الإعلام المحلية والعالمية أنه مازال الرئيس الشرعى المنتخب. إنها إشارة صمود واستمرار وفرصة لتحقيق نصر سياسى ومعنوى، مهما كان الثمن.
 يحلل نفسية مرسي في أزمة الجاكت تمسك بغلق أزرارها ليستكمل مظهره الرئاسي

الصفحة الرسمية لــ العالمى السيد ابو جبل على الفيس بوك

https://www.facebook.com/sied32oma

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق